للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[٣] شفاء ساق عبد الله بن عتيك:]

عن البراء بن عازب قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع اليهوديّ رجالا من الأنصار، فأمّر عليهم عبد الله بن عتيك، وكان أبو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه، وكان في حصن له بأرض الحجاز (وذكر قصة قتله) ثم قال:

فعرفت أنّي قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا حتّى انتهيت إلى درجة له، فوضعت رجلي وأنا أرى أنّي قد انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي، فعصبتها بعمامة ثمّ انطلقت حتّى جلست على الباب فقلت:

لا أخرج اللّيلة حتّى أعلم أقتلته؟ فلمّا صاح الدّيك قام النّاعي على السّور فقال أنعى أبا رافع تاجر أهل الحجاز! فانطلقت إلى أصحابي فقلت: النّجاء! فقد قتل الله أبا رافع! فانتهيت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فحدّثته، فقال: ابسط رجلك، فبسطت رجلي فمسحها فكأنّها لم أشتكها قطّ «١» .

[[٤] ظهور أثر بركته في مسحه رأس حنظلة بن حذيم:]

مسح النبي صلى الله عليه وسلم رأس حنظلة بن حذيم وقال: بارك الله فيك أو بورك فيه، فكان حنظلة بعد ذلك إذا أتي بإنسان متورّم الوجه أو بهيمة وارمة الضرع، يتفل على يديه، ثم يضع يده على رأسه على الموضع الذي مسحه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يمسح مكان الورم فيذهب الورم «٢» .

هذا وقد علّم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة والمسلمين من بعدهم أدعية يدعون بها لكشف المرض فيجدون الشفاء المستمر، وهذا موجود إلى يومنا هذا، وخاصة


(١) أخرجه البخاري ك/ المغازي ب/ قتل أبي رافع والبيهقي في السنن الكبرى ٩/ ٨٠ والروياني في مسنده ١/ ٢١٥ والأصبهاني في دلائل النبوة ١/ ١٢٥ والطبري في تاريخه ٢/ ٥٥- ٥٦.
(٢) رواه أحمد في مسنده ٥/ ٦٧ وقال في مجمع الزوائد ٤/ ٢١١: ورجاله ثقات ورواه أيضا الطبراني في المعجم الكبير ٤/ ٦ و ٤/ ١٣ وفي المعجم الأوسط ٣/ ١٩١ وابن قانع في معجم الصحابة ١/ ٢٠٣ وذكره البخاري في التاريخ الكبير ٣/ ٣٧ وابن حجر في الإصابة ٢/ ١٣٣، وذكر أن الحسن بن سفيان رواه في مسنده، وإسناده صحيح كما في تحقيق المسند ٣٤/ ٢٦٣.

<<  <   >  >>