وقال تعالى: إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وَجَحِيماً (١٢)[المزمل: ١٢] .
والأنكال القيود سميت أنكالا لأن الله يعذبهم وينكل بهم بها، وأعد الله لأهل النار مقامع من حديد وهي المطارق التي تهوي على المجرمين، وهم يحاولون الخروج من النار فيعادون مرة أخرى إلى سواء الجحيم، قال تعالى: وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (٢٢)[الحج: ٢١- ٢٢] .
[طعام أهل النار وشرابهم ولباسهم:]
طعام أهل النار الضريع «١» والزقوم وشرابهم الحميم والغسلين والغساق قال:
شجرة الزقوم شجرة خبيثة جذورها تضرب في قعر النار، وفروعها تمتد في أرجائها وثمر هذه الشجرة قبيح المنظر ولذلك شبهه في آية أخرى برؤوس الشياطين وقد استقر في النفوس قبح رؤوسهم وإن كانوا لا يرونهم ومع خبث هذه الشجرة إلا أن أهل النار يلقى عليهم الجوع بحيث لا يجدون مفرّا من الأكل منها حتى تمتلئ بطونهم فإذا امتلأت أخذت تغلي في أجوافهم كغلي الزيت فإذا
(١) الضريع: قال ابن كثير عن مجاهد: (نبات يقال له: الشبرق يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس وهو سم) ، وقال قتادة: (من شر الطعام وأبشعه وأخبثه) انظر تفسير ابن كثير ٦/ ٤١٠.