(٢) قال بعض الناس (يحكى ذلك عن النظام من المعتزلة وآخرين) : إن وجه الإعجاز في القرآن، هو أن الله صرف همم الكفار عن معارضته، لا لأن نظمه معجز في ذاته، بمعنى أنهم كانوا يقدرون على الإتيان بمثل نظمه لولا أن الله صرف هممهم عن ذلك، وهذا القول غير صحيح لأسباب: أولا: أنه مصادم للنص القرآني الذي يبين أن الخلق لا يستطيعون الإتيان بمثله ولو تعاونوا على ذلك، فيلزم القائلين بالصرفة، أن الخلق يستطيعون الإتيان بمثله لولا أن الله صرفهم عن ذلك. ثانيا: أنه قول لا برهان له ولا دليل عليه، لا من النص ولا من الواقع فلم يشعروا أنهم فقدوا قدرتهم على البلاغة. ثالثا: أنه مخالف لإجماع العلماء قبله على أن القرآن معجز في ذاته.