للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما طوبى، قال: (شجرة في الجنّة مسيرة مائة عام ثياب أهل الجنّة تخرج من أكمامها) «١» .

والمؤمن يكثر من غرس أشجار جنته بكثرة التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمّد أقرئ أمّتك منّي السّلام وأخبرهم أنّ الجنّة طيّبة التّربة عذبة الماء وأنّها قيعان وأنّ غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) «٢» .

وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ الرجل إذا نزع ثمرة من الجنّة عادت مكانها أخرى) «٣» .

ومن لطائف ما يجده أهل الجنة عند ما تأتيهم ثمارها أنهم يجدونها تتشابه في المظهر، ولكنها تختلف في المخبر، قال تعالى: كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ [البقرة: ٢٥] .

وثمار أشجار الجنة قريبة دانية مذلّله ينالها أهل الجنة بيسر وسهوله، قال تعالى: وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ [الرحمن: ٥٤] .

وقال تعالى: وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا [الإنسان: ١٤] .


(١) أحمد في باقي مسند المكثرين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وفي صحيح ابن حبان وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٤/ ٦٣٩ برقم ١٩٨٥.
(٢) صحيح الجامع الصغير ٢/ ٩١٦ برقم ٥١٥٢ وأخرجه الترمذي بإسناد حسن عن ابن مسعود رضي الله عنه في ك/ الدعوات عن رسول الله ب/ ما جاء في فضل التسبيح والتكبير والتهليل.
(٣) أخرجه الطبراني في الكبير ١٤٤٩ والبزار ٣٥٣٠ وذكره الهيثمي في المجمع ١٠/ ٤١٤ وقال: رواه الطبراني والبزار، ورجال الطبراني واحد إسنادي البزار ثقات وهو في فيض القدير للمناوي عن ثوبان ٢/ ٤٢٢.

<<  <   >  >>