للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عن الحق، على أن يكون علةً للنهي وطلبِ الترك، أي: أنهاكم عن اتِّباع الهوى إرادةً لعدلكم، أو كراهةً لعُدولكم.

﴿وَإِنْ تَلْوُوا﴾ ألسنتكم عن شهادة الحق أو حكومةِ العدل.

وقرئ: ﴿وَإِنْ تَلْوُوا﴾ (١)، أي: وإنْ وَليْتُم إحداهما من إقامة الشهادة والحكومة.

﴿أَوْ تُعْرِضُوا﴾ عن الشهادة بما عندكم، أو عن الحكومة بالعدل.

﴿فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ يجازيكم عليه.

* * *

(١٣٦) - ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾.

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾: دُوموا على الإيمان ﴿بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ والخطاب للمسلمين.

أو: آمنوا بقلوبكم كما آمنتم بلسانكم، والخطاب للمنافقين.

أو: آمنوا إيمانًا عامًا يعمُّ الكتب والرسل، فإنَّ الإيمان بالبعض مع إنكار الباقي كلَا إيمانٍ، والخطاب لمؤمني أهل الكتاب، ويشهد له أنه رُوي أنَّ ابن سلَام وأصحابه قالوا: يا رسول الله! إنَّا نؤمن بك وبكتابك وبموسى والتوراة وعزير، ونكفُر بما سواه، فنزلت (٢). ويساعده التفصيل في قوله:


(١) هي قراءة حمزة وابن عامر. انظر: "التيسير" (ص: ٩٧).
(٢) رواه الثعلبي في "تفسيره" (٣/ ٤٠١) من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس . وذكره تلميذه الواحدي في "أسباب النزول" (ص: ١٨٦) عن الكلبي.