للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أصحابه ، "ثم الذين يلونهم "؛ يعني التابعين "ثم الذين يلونهم" (١)؛ يعني تابعي التَّابعين (٢).

﴿مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾؛ أي: أثبتناهم فيها ممكِّنين إيَّاهم، وإثباتهم فيها كناية عن طول عمرهم، كما أنَّ تاليَه (٣) كنايةٌ عن بسط معيشتهم.

﴿مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ﴾ مكَّنه أبلغ من مكَّن له (٤)؛ أي: جعل له مكانًا، فكأنه قيل (٥): آتيناهم ما لم نؤتِ لكم ما يقرب منه، والالتفات للتَّنبيه والتَّمييز بينهم وبين المحكيِّ عنهم، والخطاب لأهل مكَّة.

﴿وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا﴾: السَّماء هي المُظلَّة، والمرسَل المدرار هو المطر والسَّحاب، فلا بدَّ من التَّجوُّز في المسنَد إليه، أو في الإسناد.

والمدرار: مِفْعال، يستوي فيه المذكَّر والمؤنَّث، معناه: كثير الدُّرور.

﴿وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ﴾ لم يقل: وأجرينا (٦) الأنهار، جريًا على مجرى قرينه السَّابق؛ لأن النهر إنما يطلق على الماء حال كونه جاريًا، فليس له أن يجري وأن لا يجري وهو نهر، بخلاف الماء (٧) النازل من السماء والسحاب؛ فإنه قد يُحْبَس وقد يطلق وهو هو.


(١) أخرجه البخاري (٢٦٥١)، ومسلم (٢٥٣٥)، من حديث عمران بن حصين .
(٢) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٢/ ٢٢٩).
(٣) في (ف) و (ح): "كما أنه تأكيد".
(٤) في هامش (ف): "لم يفرق القاضي بينهما حيث فسر الأول بتفسير الثاني. منه ".
(٥) في (ك): "قال".
(٦) في (ح) و (ف): "وجرينا".
(٧) "الماء" من (م) و (ك).