للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَيرِدُ عليه: أنَّ سلامة النظم تأبى عن فصل الخطابات التبليغية (١) بعضِها عن بعضٍ بخطاب ليس منها (٢).

* * *

(١٥) - ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾.

﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ الشرط معترِض بين الفعل والمفعول، وجوابه محذوف دلَّ عليه الجملة.

والأنبياء وإن كانوا معصومين عن الكفر إلا أنه قد يُفرض (٣) إذا تعلَّق به غرض صحيح؛ من المبالغة في قطع أطماعهم؛ والتعريضِ لهم بأنهم عصاة مستوجبون للعذاب (٤)، فلا دلالة في الآية على أنه كان يخاف على نفسه من الكفر.

* * *

(١٦) - ﴿مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ﴾.

﴿مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ﴾؛ أي: العذاب، وهذا أبلغ؛ لتضمُّنه معنى أن يقال: إن انصراف العذاب رحمة من الله تعالى سواءٌ كان الصارف هو أو غيره، فإنَّ فيه تنبيهًا على أن الغير كالشُّفعاء وإن كان صارفًا للعذاب عن العصاة لكن صرفهم ذاك بإذن الله تعالى.


(١) في (ك): "البليغة".
(٢) في (ف)، و (ح): "منها".
(٣) في (ح): " يعترض "، و في (ف): " يعرض ".
(٤) في (م) و (ك): "مستوجبو العذاب ".