﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً﴾ فعلةً متناهيةً في القبح؛ كعبادة الصنم، وكشفِ العورة في الطواف.
﴿قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا﴾ اعتذَروا بتقليد الآباء. ولمَّا رأوا ما فيه من الضعف أيَّدوه بقولهم: ﴿وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا﴾.
قيل: هما جوابَا سؤالين مترتِّبين؛ كأنه قيل لمَّا فعلوها: لِمَ فعلتُم؟ فقالوا: وجدنا عليها آباءنا، فقيل: من أين أَخذ آباؤكم؟ فقالوا: الله أمرنا بها.
وفيه: أن حقَّ النظم حينئذ: والله أمَرهم بها.
﴿قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ﴾؛ لأن عادته تعالى جرت على الأمر بمحاسنِ الأفعال، والحثِّ على مكارم الخصال، اقتصر على ردِّ الثاني لِمَا عرفْتَ أن الأول لا يُعوَّل عليه بدونه.
(١) في (م): "مقصودة القصة". وانظر: "تفسير البيضاوي" (٣/ ١٠)، وفيه: (والآية مقصود القصة وفذلكة الحكاية). ويعني: الحكاية السابقة، والفذلكة: مجمل ما فصِّل وخلاصته.