للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ﴾ قدَّم الجنَّ على الإنس لأصالتهم في الإغواء والإضلال (١)؛ لأن المقام مقامُ التحقير.

﴿فِي النَّارِ﴾ متعلِّق بـ ﴿ادْخُلُوا﴾، والدخول في النار وإنْ لم يقتضِ كونَ الفريقين من الكفَّار، لكن الأمر بالمشركين بالكون منهم في معرض العقاب دل على ذلك.

﴿كُلَّمَا دَخَلَتْ﴾؛ أي: في النار ﴿أُمَّةٌ﴾ من تلك الأمم ﴿لَعَنَتْ أُخْتَهَا﴾: مِثْلَها في الدِّين التي ضلَّت هي بها.

وقيل: بالاقتداء بها. وَيرِدُ عليه: أنه يلزم حينئذ أن تكون سلسلة الأمم الداخلةِ في النار متناهية.

﴿حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا﴾ وقرئ: (تداركوا) (٢)؛ أي: تلاحَقوا، وهو الأصل، ثم وقع الإدغام فاحتيج إلى ألف الوصل.

﴿فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ﴾ منزلةً، وهم الأتْباع والسَّفِلة.

﴿لِأُولَاهُمْ﴾ لأَجْل أولاهم؛ لأن الخطاب مع الله تعالى لا معهم، وهم الرؤساء والقادة.

﴿رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا﴾ بأنْ دعونا إلى ذلك وأمرونا به، قال تعالى خبراً عنهم: ﴿إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا﴾ [سبأ: ٣٣] فلا حاجة إلى الصرف عن الظاهر المتبادِر.

﴿فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ﴾: مضاعفاً؛ لأنهم ضلُّوا (٣) وأضلُّوا.


(١) "لأصالتهم في الإغواء والإضلال": ليست في (م) و (ك).
(٢) تنسب لابن مسعود والأعمش. انظر: "المحتسب" (١/ ٢٤٧)، و"البحر" (١٠/ ٨٦).
(٣) في (ك): "أضلوا".