للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فنُسب إلى الفعل مجازاً، أو إلى الآلة للمُلابسة. كانوا أهل بَخْسٍ للمكاييل والموازين فأمرهم بالإيفاء.

ولمَّا كان المحظور بالأمر المذكور التعدِّيَ إلى جانب النقصان لا إلى جانب الزيادة نبَّه على ذلك بقوله: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ ولا تَنقُصوا حقوقهم (١)، وإنما قال: ﴿أَشْيَاءَهُمْ﴾ للتعميم؛ لأنهم كانوا يبخسون الجليل والحقير، والقليل والكثير، أو كانوا مَكَّاسين لا يَدَعون شيئًا إلا مَكَسوه.

﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ﴾ بالكفر والحَيفِ ﴿بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ بعد ما أصلح فيها الأنبياء بالإيمان والعدل.

﴿ذَلِكُمْ﴾ إشارةٌ إلى العمل بما أمرهم به ونهاهم عنه ﴿خَيْرٌ لَكُمْ﴾ مطلَقًا ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ بزعمكم؛ لأن قضية الإيمان العدالةُ.

أو: خير لكم في الإنسانية وحُسنِ الأحدوثة، أو فيما تطلبون من التكسُّب والتربُّح (٢) وزيادة المال؛ لأن الناس إذا عرفوا منكم الأمانةَ والعدالة رغبوا في مُتاجَرتِكم، إن كنتم مصدِّقين لي فيما أقول لكم.

* * *

(٨٦) - ﴿وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾.


(١) "ولا تنقصوا حقوقهم" من (م).
(٢) في (ف): "والربح".