للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عليه، ودلالةً على عظم ما يصدُّون عنه، ﴿وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾ تهكُّمٌ بهم؛ أي: تطلبون ما هو محالٌ.

﴿وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا﴾ عَدَدَاً أو عُدَداً.

﴿فَكَثَّرَكُمْ﴾ بالبركة في النسل والمال (١).

﴿وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ من قوم نوح وهود ولوط وصالح ، وكانوا قريبي العهدِ مما أصاب المؤتفِكة، والمراد من النظر: الاعتبار بهم.

* * *

(٨٧) - ﴿وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾.

﴿وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ﴾ من الطَّوف، صفةٌ غالبة أُقيمت مقام الموصوف، مأخوذةٌ من الاجتماع على الطَّواف (٢).

﴿آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا﴾ أطلقه هنا إيماءً إلى أن عدم الإيمان بما أُرسل به نبيٌّ يَستلزم عدم الإيمان بما أرسل به سائر الأنبياء ؛ لأن كلًّا منهم يصدِّق الآخرين.

﴿فَاصْبِرُوا﴾ الصبر: حبسُ النفس عما تُنازع إليه من الجزع؛ أي: فتربَّصوا وانتظِروا ﴿حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا﴾: بين الفريقين بنصر المحقِّين على المبطِلين، فهو وعدٌ للمؤمنين ووعيدٌ للكافرين.


(١) في (ف): "أو المال".
(٢) في (ف): "الطريق".