للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿مَا يَأْفِكُونَ﴾ الإفك: قلب الشيء عن وجهه، و ﴿مَا﴾ موصولة؛ أي: ما يأفكونه، أو مصدرية؛ أي: إفكهم، تسميةً للمأفوك إفكاً مبالغةً.

* * *

(١١٨) - ﴿فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

﴿فَوَقَعَ الْحَقُّ﴾ الوقوع: ظهور الشيء بوجوده نازلاً إلى مستقرِّه، والحق: كون الشيء في موضعه الذي اقتضته الحكمة.

﴿وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ من السحر والمعارضة.

* * *

(١١٩) - ﴿فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ﴾.

﴿فَغُلِبُوا هُنَالِكَ﴾؛ أي: عند ذلك الجمع.

﴿وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ﴾؛ أي: رجعوا إلى المدينة أذلَّاء مقهورين، والضمير لفرعون وقومه.

* * *

(١٢٠) - ﴿وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ﴾.

وإنما قال: ﴿وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ﴾ دون: وخروا سجَّداً، للمبالغة كأنهم (١) ألقاهم ملق لشدة خرورهم؛ لأن الحق بهرهم واضطَرَّهم إلى السجود بحيث لم يبق لهم تمالكٌ، وقد وفَّقهم الله تعالى لذلك ودبَّر الأمر؛ لينكسر فرعون وقومه بالذين أراد بهم كسر موسى (٢).


(١) في (م) و (ك): "كأنما".
(٢) رد القاضي حيث زعم أن فيها وجوهاً وأصله رجه وأرجه. منه.