﴿قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ﴾ استفهامٌ على سبيل الإنكار والتوبيخ؛ أي: أفعلتم هذا الفعل الشنيع، وقرئ بالإخبار (١)، وهو أيضًا تقريع وتشنيع بدلالة ما بعده.
﴿بِهِ﴾؛ أي: بموسى ﵇ لا بالله تعالى؛ لأن قوله في سورة الشعراء: ﴿إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ﴾ [طه: ٧١] لا ينتظِمه.
﴿قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ﴾ فيه إيذانٌ بوهن أمره، حيث جعل ذنبهم مفارقة الإذن دون نفس الإيمان به.
﴿إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ﴾؛ أي: صنعُكم هذه الحيلةَ احتَلْتُموها أنتم وموسى في مصر قبل أن تخرجوا إلى الميعاد وتواطأتم عليها.
﴿لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا﴾: القِبط، وتَخْلُصَ لكم ولبني إسرائيل، قاله تمويهاً على الناس لئلا يتَّبعوا السحرة في الإيمان.
﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ عاقبةَ ما فعلتُم، وعيد مُجمَلٌ مفصَّله:
(١) قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر بالاستفهام، وباقي السبعة بالإخبار. انظر: "التيسير" (ص: ١١٢).