للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الآية العظمى والمعجزة الكبرى فجهَّلهم، وأكَّد جهْلَهم بالإطلاق، وتكرير النسبة، وتقويتِها بـ (إنَّ)، وإيرادِ الفعل المضارع الدالِّ على التجدُّد الدائم؛ إشعاراً بأن ذلك منهم كالطبع والغريزة لا ينتقلون عنه في حال (١).

* * *

(١٣٩) - ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ﴾؛ أي: عبدةَ تلك التماثيل ﴿مُتَبَّرٌ﴾ مكسَّر مدمَّر ﴿مَا هُمْ فِيهِ﴾؛ أي: يُتبِّر [الله] (٢) الذي هم عليه على يديَّ ويحطِّم أصنامهم ويجعلُها رُضاضاً (٣).

﴿وَبَاطِلٌ﴾: مضمحِلٌّ ﴿مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ من عبادتها.

بالَغ في تحذيرهم وتنفيرهم عمَّا طلبوا إليه بإيراد (٤) ﴿هَؤُلَاءِ﴾ اسماً لـ ﴿إِنَّ﴾، وتقديم الخبر في الجملتين بعده، وإيقاعِ ﴿كَانُوا﴾؛ أي: إن هؤلاء الذين عبدوا الأصنام هم المعيَّنون المعرَّضون بوسمهم وعبادتهم لها للتتبر (٥)، وأنَّه لا يَعْدُوهم البتةَ، وأنَّه لهم ضربةُ لازبٍ، وهباءٌ ما هم فيه، وما عملوا من شيء من عبادتها فيما سلف من الزمان إلا وهو باطل مضمحلٌّ (٦)، وإن كان في زعمهم أنه تقرُّبٌ إلى الله تعالى.


(١) في (ف) و (ك): "الحال".
(٢) ما بين معكوفتين من "الكشاف" (٢/ ١٥٠)، و "تفسير البيضاوي" (٣/ ٣٢)، و "روح المعاني" (٩/ ٣٢٤).
(٣) في (ف) و (م): "ركاضاً".
(٤) في هامش (م): "لعله لفظ صلة هنا ساقط".
(٥) كذا في النسخ، ولعل الأنسب بالسياف: (للتتبير)؛ لأنَّه هنا من: تبَّر، ومصدره: التتبير.
(٦) "مضمحل" من (م).