﴿قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ﴾؛ أي: أغير المستحِقِّ للعبادة ﴿أَبْغِيكُمْ﴾: أطلب لكم ﴿إِلَهًا﴾: معبودًا ﴿وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾: وهو الذي فعل بكم ما فعل دون غيره؛ من الاختصاص بالنعمة التي لم يُنعم بها على أحد من العالمين.
وفيه تنبيه على سوء مقابَلتهم، حيث قابلوا تخصيص الله تعالى إياهم من أمثالهم بما لا يستحقُّونه تفضُّلًا بأنْ قصدوا أن يُشركوا به أخسَّ شيء من مخلوقاته.
والمراد من ﴿الْعَالَمِينَ﴾: عالَمِي زمانهم.
وانتصب (غيرَ) مفعولاً بـ ﴿أَبْغِيكُمْ﴾ و ﴿إِلَهًا﴾ تمييز عن (غير) أو حال، أو على الحال و ﴿إِلَهًا﴾ المفعول، فكان (غير) صفةً فلما تقدَّم انتصب حالاً.
ثم ذكر نعمة الإنجاء وما يتبعه: ﴿وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾: واذكروا صنيعه معكم في هذا الوقت.
﴿يَسُومُونَكُمْ﴾: يبغونكم، استئنافٌ لبيان ما أنجاهم، أو حالٌ من المخاطَبين، أو من ﴿آلِ فِرْعَوْنَ﴾، أو منهما، ﴿سُوءَ الْعَذَابِ﴾: شدتَه ﴿يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ﴾ بدل منه مبيِّنٌ، والمعنى مبيَّنٌ فيما سبق.