للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَفِي ذَلِكُمْ﴾ إشارةٌ إلى الإنجاء أو العذاب ﴿بَلَاءٌ﴾: نقمةٌ، أو محنةٌ ﴿مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ وزيادة قوله: ﴿مِنْ رَبِّكُمْ﴾ يرجِّح المعنى الأول.

* * *

(١٤٢) - ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾.

﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً﴾: ذا القعدة ﴿وَأَتْمَمْنَاهَا﴾ الضمير عائد للمُواعَدة المفهومة من (واعدنا) ﴿بِعَشْرٍ﴾ من ذي الحجة، وحذفت الهاء من (عشر) لأن العدد من مؤنث.

﴿فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ﴾ الميقات: وقتٌ قدِّر فيه عملٌ من الأعمال، وفي عبارة ﴿رَبِّهِ﴾ إشارةٌ إلى أنه لمصلحته وتربيته.

﴿أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ مفعولٌ به لـ (تَمَّ)؛ لأن معناه: بلغ، ويجوز أن يكون تمييزاً منقولاً من الفاعل وأصله: فتمَّ أربعون ميقاتِ ربه؛ أي: كملت، ثم أسند التمام لـ ﴿مِيقَاتُ﴾ وانتصب (أربعون) على التمييز.

ودلت الآية على أن التاريخ بالليالي دون الأيام، وهذا لأن اللياليَ أوائلُ الشهور، روي أنه وعد بني إسرائيل بمصر أن يأتيهم بعد مَهلك فرعون بكتابٍ من الله تعالى فيه بيانُ ما يأتون وما يذَرون، فلمَّا هلك سأل ربه فأمره بصوم ثلاثين، فلما أتم أنكر خُلوفَ فيه فتسوَّك، فقالت الملائكة: كنا نَشْتمُّ (١) منك رائحة المسك فأفسدْتَه بالسواك، فأمره الله تعالى أن يزيد عليها عشراً.


(١) في (ك): "نشم".