للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿لَهُ خُوَارٌ﴾: صوت البقر، قيل: إن السامري لمَّا صاغ العجل ألقى في فمه من تراب أثر فرس جبريل فصار حيًّا.

وقيل؛ صاغه بنوع من الحيل، فيدخل الريح جوفَه ويصوِّت.

ونسبة الاتخاذ إليهم لا لأنهم رضوا بفعله، بل لأن المراد اتخاذُهم إياه إلهًا على ما دل عليه التشنيع الآتي ذكرُه، وإنما حُذف قوله: إلهًا، لدلالة مساق الكلام عليه، وفيه إيهام أن ما صنعوا أمر منكر مع قطع النظر عن عبادته، وقرئ: (جُؤار) (١)، أي: صياح.

﴿أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا﴾ تقريع على فَرْط ضلالهم وإضلالهم بالنظر، أي: ألم يروا حين اتخذوه إلهًا أنه لا يقدر على التكلُّم ولا على الإرشاد كآحاد البشر، حتى حسبوا أنه خالق الأجسام والقُوى والمُدر.

ولما كان الإرشاد إلى السبيل ممكنًا بالإشارة كان نفيُ الثاني أبلغَ فأخِّر على طريقة التَّرقِّي.

﴿اتَّخَذُوهُ﴾ تكريرٌ للذم؛ أي: أقدَموا على ما أقدَموا عليه من المنكَر الفظيع.

﴿وَكَانُوا ظَالِمِينَ﴾، أي: قومًا عادتُهم وضعُ الأشياء على (٢) غير مواضعها، فلم يكن هذا بِدْعًا منهم ولا أولَ مناكيرهم.

* * *

(١٤٩) - ﴿وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.


(١) نسبها ابن خالويه لأبي السمال العدوي. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٤٦).
(٢) "على" من (م).