للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المراد مَن آمَن منهم بمحمد ، أو البعضِ، أو نصبٌ على المدح، أو رفعٌ عليه، أي: هم الذين يتبعون، أو مبتدأ خبره: ﴿يَأْمُرُهُمْ﴾.

﴿الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ﴾ وصفَه بالرسالة باعتبارِ تبليغ الأحكام من الله تعالى، وقدَّمه لأنَّه الأعمُّ حيث يوصف به الملَك، ثم بالنبوة باعتبار إنبائه عن الله تعالى وصفاته، وإخبارِه عن الغيوب وأحوالِ الآخرة، وفيها جهةُ عموم إذا اعتُبر الرسالةُ في بني آدم، فلو اعتُبر بهذه الجهة يكون تقديم الرسالة بالنظر إلى أنه أرسله الله تعالى إلى الخَلق فأنبأهم عنه تعالى، ثم بكونه أميًّا تنبيهًا على أن كمال علمه مع أنه لم يقرأ شيئًا ولم يكتب أصلًا ليس إلا اختصاصًا من عند الله تعالى، واصطفاءً مِن لدُنه وإعجازًا.

والأميُّ: الذي هو على صفة أمة العرب؛ قال : "إنَّا أمَّةٌ أمِّيَّة لا نَكتبُ ولا نَحسُبُ" (١) كأنه نُسب إلى الأم، فإن الولد يُولد من أمِّه غيرَ كاتبٍ ولا قارئ ولا حاسب.

﴿الَّذِي يَجِدُونَهُ﴾؛ أي: يجدون اسمه ونعتَه.

﴿مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ﴾ رفعٌ لذكره، وإشارةٌ بأنه مذكور في كتب الله تعالى أَخبر عنه الأنبياء السابقون، وأقرُّوا بنبوته، وزيادةُ قوله: ﴿عِنْدَهُمْ﴾ لإفادة أنه وجد في الكتابين المذكورَين حال كونهما محفوظَين عندهم (٢)، فلا احتمالَ لأن يكون ذلك ملحقًا من خارج.

﴿يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ المعروف: ما عُرف بالشرع جهةُ حُسنه، والمنكر: ما عُرف به جهةُ قبحه.


(١) رواه البخاري (١٩١٣)، ومسلم (١٥/ ١٠٨٠)، من حديث ابن عمر .
(٢) "عندهم" من (م).