للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ﴾: تبنا إليك، مِن هاد يَهُود: إذا رجع.

وقرئ: (هِدْنا إليك) بكسر الهاء من هادَه يَهِيدُه: إذا حرَّكه وأماله (١)، ويحتمل أن يكون مبنيًا للفاعل وللمفعول، بمعنى: أَمَلْنا أنفسَنا - أو: أُمِلْنا - إليك، ويجوز أن يكون المضموم أيضًا مبنيًّا للمفعول منه على لغةِ مَن يقول: عُود المريض.

﴿قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ﴾ تعذيبَه بمقتضَى عدلي.

﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ لا يخلو منها مسلم ولا كافر، ولا شيءٌ من الأشياء، ولا اختصاصَ لرحمة الآخرة بمسلمٍ على ما بينَّاه في تفسير سورة الفاتحة.

﴿فَسَأَكْتُبُهَا﴾: فسأُثْبتها، والضمير للرحمة.

﴿لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ الكفرَ والمعاصيَ ﴿وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ﴾ خصَّها بالذكر لا لإنافتها لأنها حقُّ الصلاة التي هي عماد الدين، بل لأنها كانت أشقَّ عليهم لحبهم الدنيا.

﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا﴾: بجميع آياتنا ﴿يُؤْمِنُونَ﴾: لا يكفرون بشيء منها.

* * *

(١٥٧) - ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ﴾ إما جرُّ صفة لـ (الذين يتقون)، أو بدلٌ منه بدلَ الكلِّ على أن


(١) تنسب لأبي وجزة السعدي. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٤٦)، و"المحتسب" (١/ ٢٦٠)، و"الكشاف" (٢/ ١٦٥)، و"المحرر الوجيز" (٢/ ٤٦٠)، و"البحر" (١٠/ ٣٤٠).