للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ﴾ هدايتَه فتقْوَى بها إيمانه، وكذا كل ابتلاء.

﴿أَنْتَ وَلِيُّنَا﴾: مولانا القائمُ بأمرنا ﴿فَاغْفِرْ لَنَا﴾ بمغفرة ما قارفنا ﴿وَارْحَمْنَا﴾ بدفع العذاب عنا.

لمَّا كان هو وأخوه من المعصومين من الذنوب، فحين سأل (١) المغفرة له ولأخيه لم يؤكد المغفرة، بل قال: ﴿وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [الأعراف: ١٥١]، ولما كان قد اندرج قومه في قوله: ﴿أَنْتَ وَلِيُّنَا﴾ وفي سؤال المغفرة والرحمة، وكان قومه أصحابَ الذنوب، أكَّد استعطاف ربه تعالى في غفران تلك الذنوب فقال:

﴿وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ﴾ تغفر الذنب الكبير بالعذر اليسير (٢)، ثم تَجوده بالعطاء الجزيل الكثير.

* * *

(١٥٦) - ﴿وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ﴾.

﴿وَاكْتُبْ لَنَا﴾؛ أي: أَثبتْ لنا، الكَتْبُ يستعمل في كل ما يُخلَّد.

﴿فِي هَذِهِ الدُّنْيَا﴾ زيادة ﴿هَذِهِ﴾ لتنزيل شأن الدنيا عن شأن الآخرة.

﴿حَسَنَةً﴾: عاقبةً وحياةً (٣) طيبةً، وحُسنَ سيق وتوفيقًا للطاعة.

﴿وَفِي الْآخِرَةِ﴾ أي: وفيها حسنةً أيضًا، وهي الجنة وما فيها.


(١) في (م): "سأله".
(٢) "بالعذر اليسير" من (م).
(٣) بعدها في (ف) زيادة: "الدنيا".