للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

و ﴿شُرَّعًا﴾ حال من الحيتان، ومعناه: ظاهرةً على وجه الماء، مِن شَرَع علينا: إذا دنا وأشرف.

وقيل: أي: مقبِلًا إليهم مصطفًّا، كما تقول: أُشرعتِ الرماح: إذا مُدَّت مصطفَّةً.

والحيتان: جمع حوتٍ، وأكثرُ ما تَستعمل العرب الحوت في معنى السمكة، واختلف في إطلاق اسم السمكة على ما سوى الحوت من الحيوانات البحرية، والذي نصَّ عليه الشافعي في "الأم" و"المختصَر" أنها تطلق على الجميع، قال صاحب "الروضة": وهو الصحيح.

﴿كَذَلِكَ﴾، أي: مِثْلَ ذلك البلاء الشديد، والظاهرُ أن الإشارة إلى ابتلائهم بإتيان الحيتان يوم السبت وعدمِ إتيانها في سائر الأيام.

﴿نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾: بسببِ استمرارهم على الفسق.

* * *

(١٦٤) - ﴿وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾.

﴿وَإِذْ قَالَتْ﴾ عطفٌ على ﴿وَإِذْ﴾ قبلها.

﴿أُمَّةٌ مِنْهُمْ﴾: جماعة من أهل القرية من صُلحائهم الذين بالَغوا في وعظهم، وبذلوا المجهود في نهيهم، حتى ملُّوا وأَيسوا من قبولهم، وتفرَّسوا من حالهم أن الوعظ لا يؤثِّر فيهم فتركوا، لآخرين (١) منهم لم يتركوا موعظتهم:


(١) في النسخ: "الآخرين"، وهو خطأ، والمثبت من "الكشاف" (٢/ ١٧١)، و"روح المعاني" (٩/ ٤٣٠).