للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولا يدخل عليها حرفُ جرٍّ، وجعلُها بدلًا يُجوِّز دخول (عن) عليها؛ لأن البدل على نية تكرير العامل، وإنما تُصرِّف فيها بأنْ أُضيف إليها بعض الظروف الزمانية، نحو: يومَ إذْ كان كذا.

وقرئ: (يَعَدُّون) (١)، وأصله: يَعْتدون، أدغمت التاء في الدال ونُقلت حركتها إلى العين.

و: (يُعِدُّون) من الإعداد؛ أي: يُعِدُّون آلات الصيد في حال تعظيم السبت، أو يوم السبت وقد نهوا عنه وأمروا بأنْ لا يشتغلوا فيه بغير العبادة (٢).

﴿إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ﴾ ظرفٌ لـ ﴿يَعْدُونَ﴾، واحتمال الإبدال قد مرَّ وجه بُطلانه.

﴿يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا﴾: يوم تعظيمهم للسبت، مصدر سَبَتتِ اليهودُ: إذا عظَّمت سَبْتَهم بالتجرُّد للعبادة.

وقيل: اسم اليوم، والإضافةُ لاختصاصهم بأحكامٍ فيه.

ويرجِّح الأولَ قراءةُ: (يومَ إسباتهم) (٣)، وقولُه: ﴿وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ﴾.

وقرئ: (لا يُسبِتون) مِن أَسْبَتَ، و: (لا يُسبَتون) على البناء للمفعول (٤)، بمعنى: لا يدخلون في السبت.


(١) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٤٦).
(٢) انظر: "الكشاف" (٢/ ١٧٠)، و"البحر" (١٠/ ٣٦٣).
(٣) نسبت لعمر بن عبد العزيز. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٤٧)، و"المحرر الوجيز" (٢/ ٤٦٨)، و"الكشاف" (٢/ ١٧١)، و"البحر" (١٠/ ٣٦٤).
(٤) نسبت الأولى لعلي والثانية للحسن. انظر المصادر السابقة.