للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ﴾ مر تفسيره في سورة البقرة.

* * *

(١٦٣) - ﴿وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾.

﴿وَاسْأَلْهُمْ﴾ المراد من سؤالهم التقريعُ بقديم كفرهم واعتدائهم حدودَ الله تعالى، والتقريرُ والإعلام بأن هذا من العلوم التي لا تحصل إلا بالتعليم أو بالوحي، فلم يتعلم قطُّ فهو حجةٌ لأنَّه معجزة.

﴿عَنِ الْقَرْيَةِ﴾: عن خبرها وحالِ أهلها، وهي أَيْلةُ (١).

﴿الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْر﴾: قريبةً منه على شاطئه بين مَدْينَ والطُّور، وقيل: مدين، وقيل: طَبرية، والعرب تسمِّي المدينة قرية.

﴿إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ﴾ إذ يتجاوزون حدَّ (٢) الله تعالى في تعظيم السبت بالاصطياد، و ﴿إِذْ﴾ ظرف لـ ﴿كَانَتْ﴾، أو ﴿حَاضِرَةَ﴾، أو للمضاف المحذوف، ولا يجوز أن يكون بدلًا منه (٣) بدل الاشتمال؛ لأن (إذ) من الظروف التي لا تتصرَّف


(١) في (م) و (ك): "إيلياء"، وهو خطأ، وفيها أقوال المثبت واحد منها، وسيأتي غيره، وانظر: "روح المعاني" (٩/ ٤٢٧).
(٢) في (م): " حدود".
(٣) أي: بدل من المضاف المقدر، وهو: (أهل)، يعني: أهل القرية. وهذا ابتداء رد على الزمخشري والبيضاوي اللذين أجازا البدل المذكور، وهذا الرد منقول عن أبي حيان. انظر: "الكشاف" (٢/ ١٧١)، و"تفسير البيضاوي" (٣/ ٣٩)، و"البحر" (١٠/ ٣٦٣).