للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الثالث: التأكيد بقوله: ﴿وَدَرَسُوا مَا فِيهِ﴾؛ أي: من اشتراط التوبة في غفران الذنب (١).

الرابع: قوله: ﴿وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ﴾؛ أي: من ذلك العَرَض الخسيس ﴿لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ الرُّشا، وهو تعريض بأنهم يستحبُّون الدنيا على الآخرة ويستبدلونها بها.

ثم التأكيد بقوله: ﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾؛ أي: أيأخذون العَرَض الحقير فلا يعقلون أن الدار الآخرة خيرٌ فلا يبيعون الشريف الباقي بالخسيس الفاني.

وقرئ: ﴿تَعْقِلُونَ﴾ بالتاء على الالتفات (٢).

وفي الإبهام بقوله: ﴿أَنْ لَا يَقُولُوا﴾ تنبيهٌ على عظم ما يرتكبونه.

* * *

(١٧٠) - ﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾.

﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ﴾ تعريضٌ بأنهم لا يمسِّكون بالكتاب إذ يخالفونه، وأنهم لا يصلُّون، وتخصيصُها بالذكر لأنها عماد الدِّين وأمُّ العبادات.

والجملة عطف على ﴿لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾، و ﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ اعتراض بينهما، و (٣): ﴿إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾ اعتراضٌ آخر.


(١) في هامش (م): " قوله: من اشتراط التوبة، هذا عين مذهب المعتزلة، والمناسب أن يترك ويفسر بما ذكر في الكتاب من غيره ".
(٢) هي قراءة نافع وابن عامر وابن ذكوان وحفص، والباقون بالثاء.
انظر: "التيسير" (ص: ١٠٢).
(٣) الواو من "ك".