﴿وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ﴾ حال من الضمير في ﴿يقولونَ﴾؛ أي: يرجُون المغفرة جازِمينَ بها وهم مصرُّون على ذنوبهم لا يتوبون عنها.
﴿أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ﴾؛ أي: العهدُ الذي في التوراة.
﴿أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ﴾ عطفُ بيان للميثاق، أو متعلِّق به؛ أي: بأنْ لا يقولوا؛ أي: لا يفتروا على الله تعالى، وهو القطع بالمغفرة مع الإصرار على الذنب، وهو خلاف ميثاق الكتاب.
ويجوز أن تكون ﴿أَنْ﴾ مفسِّرةً، و ﴿لَا يَقُولُوا﴾ نهيًا؛ كأنه قيل: ألم يقل لهم أنْ لا يقولوا .. إلى آخره.
وإنْ فسِّر الميثاق بما بيِّن فيه - وهو أنَّ مَن ارتَكب ذنبًا عظيمًا لا يُغفر إلا بالتوبة - كان ﴿أَنْ لَا يَقُولُوا﴾ مفعولًا له؛ أي: لئلا يقولوا.
﴿وَدَرَسُوا مَا فِيهِ﴾ الظاهر أنه عطفٌ على ﴿وَرِثُوا﴾، وقوله: ﴿أَلَمْ يُؤْخَذْ﴾ اعتراضٌ أو حالٌ بتقدير (قد).
وقيل: عطفٌ على ﴿أَلَمْ يُؤْخَذْ﴾ من حيث المعنى لأنَّه تقرير له؛ كأنه قيل: أُخذ عليهم ميثاقُ الكتاب ودرَسوا ما فيه.
ومعنى الهمزة في ﴿أَلَمْ يُؤْخَذْ﴾ تقريعٌ وتوبيخٌ على أخذ الرشوة والقطعِ بالمغفرة، ولهذا (١) قُبحَ فعلهم بوجوه: