للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾: الكاملون في الغفلة، بيَّن به سببَ كونهم أضلَّ من الأنعام، وهو الغفلةُ عما أَعد الله تعالى لأوليائه من الثواب ولأعدائه من العقاب.

وفي الآية تعريضٌ لليهود ببيان ما هو صورة حالهم.

* * *

(١٨٠) - ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ التي هي أحسنُ الأسماء؛ لدلالتها على المعاني التي هي أشرفُ المعاني.

﴿فَادْعُوهُ بِهَا﴾ لا بغيرها، ولا تدعو غيرَه بها (١).

﴿وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾: واتركوا تسميةَ الذين يَميلون في أسمائه عن الحقِّ إلى الباطل فيسمُّونه بما لا توقيفَ فيه، أو بما يوهم معنًى فاسدًا، كقول أهل البدو: يا أب المكارم، يا أبيض الوجه، أو الذين يَزيغون في أسمائه فيُطلقونها على غيره تعالى، كقولهم: ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة، فلا تبالوا بإنكارهم وإلحادهم (٢)، أو ذروهم وإلحادَهم في إطلاقها على أصنامهم لتسميتهم آلهةً، أو اشتقاقهم أسماءها منها كاللات من الله، والعزى من العزيز، فلا توافقوهم فيها وأعرضوا عنهم فإن الله تعالى مُجازيهِم كما قال:

﴿سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ والتركيب على هذا الوجه أدلُّ.


(١) "بها" من (م).
(٢) في (م): "فلا تبالوا بإنكارهم واتركوهم وإلحادهم".