للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لخالفت حالي (١) ما هي عليه؛ من استكثار الخير باجتلاب المنافع، والاستخلاصِ عن الشر باجتناب المضارّ، كما هو مقتضى طبع البشر.

وفيه دلالة على أنه لا تأثير للتدبير، وإلا لمَا أَمكن التعبير (٢) بالتدبير على تقدير العلم بأسباب النفع والضر فتدبر، فإنه موضع النظر.

عن ابن عباس : قال أهل مكة: ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلوَ، فنشتريَ فنربح، وبالأرض التي تريد أن تُجدب فنرحلَ عنها إلى ما أخصب؟ فنزلت (٣).

﴿إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ﴾: إلا عبد أرسلت بشيرًا ونذيرًا.

﴿لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون﴾ متعلِّق بالبشير، ومتعلَّق النذير محذوف للتعميم؛ لقوله تعالى: ﴿أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [يونس: ٢]، والقوم مختصٌّ بالرجال فالبشارةُ عبارةً تختصُّ بهم، ودلالةً تعمُّ النساء حيث علِّلت بالإيمان، فإن ترتيب أمرٍ بموصوفٍ (٤) يدل على علِّيَّة الوصف له، وفيه تحريضٌ للكفار على الإيمان.

* * *


(١) في النسخ: "حال"، والمثبت من "الكشاف" (٢/ ١٨٥)، و"تفسير البيضاوي" (٣/ ٤٥).
(٢) في (ف): "التغيير". وفي (ك): "التغير".
(٣) انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ٣١٣)، و"البسيط" للواحدي (٩/ ٥٠٧)، و"تفسير البغوي" (٢/ ٢٥٦)، و"زاد المسير" (٢/ ١٧٦) عن ابن عباس، و"تفسير أبي الليث" (١/ ٥٧٣)، و"أسباب النزول" للواحدي (ص: ٢٢٨)، عن الكلبي، ولعل الوارد عن ابن عباس من طريق الكلبي عن أبي صالح عنه. وجاء في أكثر المصادر: ( .. فتشتري فتربح .. فترحل .. ) بتاء المخاطب.
(٤) في (ف): "بموصوفه".