للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٢) - ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾.

﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ﴾ وبدل ثالث، أو متعلق بـ (يثبِّت).

﴿أَنِّي مَعَكُمْ﴾ أُعينكم في تثبيت المؤمنين، وهو مفعول ﴿يُوحِي﴾، وقرئ: (إنِّي) بالكسر (١)؛ إجراء للوحي مجرى القول.

﴿فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ بالبشارة، أو بتكثير سوادهم، أو بمحاربة أعدائهم، فيكون قوله: ﴿سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ﴾ كالتفسير لقوله: ﴿أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا﴾؛ إذ لا إعانة كإلقاء الرُّعب في قلوب الأعداء، أو نوع آخر من الإعانة.

والرُّعب: الخوف الذي علا القلب، من قولهم: رَعَبَ السَّيلُ الواديَ: إذا مَلأهُ (٢)، أو يقطع القلبَ من ترعيبِ السَّنام، وهو تقطيعه.

﴿فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ﴾ أعاليَها؛ أي: المذابحَ والرؤوس (٣) والهامات.

﴿وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾: أصابع؛ أي: الأطراف (٤)؛ أي: حزُّوا رقابهم واقطعوا أطرافهم.

وزاد هنا عبارة ﴿كُلَّ﴾ المتعدِّد في الأطراف، والمراد: استيفاؤهم بالقطع، أمر الملائكة بأن يقتلوهم على وجهٍ لا يمتنعون على من (٥) قصدَ أسرهم.


(١) انظر: "الكشاف" (٢/ ٢٠٤)، و"البحر المحيط" (١١/ ٣٨).
(٢) في (ف): "ملأ".
(٣) في (م) و (ك): "أو الرؤوس".
(٤) في (م): "أي أصابع الأطراف"، وفي (ك): "أي الأطراف".
(٥) "من" سقط من (ف).