للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفيه دليل على أنهم قاتلوا، ومَن أنكره، قال: قوله: ﴿سَأُلْقِي﴾ إلى قوله: ﴿كُلَّ بَنَانٍ﴾ تلقينٌ لهم معنى تثبيتهم، كأنَّه قال لهم قولوا للمؤمنين قولي هذا، أو تفسير للخطاب بأن يكون ﴿فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ خطابَ الملائكة، والباقي خطابَ المؤمنين.

* * *

(١٣) - ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾.

﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ إشارة إلى ما أصابَ الكفَّار من القتل والعقاب بسبب مُشاقَّتهم لله تعالى وللرسول ، والخطاب للرسول ، أو لكلِّ واحد (١)، وهو أبلغ لدلالته على فظاعة الأمر، والمشاقَّةٌ مشتقَّة من الشَّقِّ؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ من المتعادِين في شَقٍّ خلاف شَقِّ الآخر، كالمعاداة من العدوِّ، والمخاصمة من الخَصْمِ، وكلاهما الجانب.

﴿يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ تقريرٌ للتَّعليل ووعيدٌ لهم بما أُعِدَّ لهم في الآخرة بعد ما حاق بهم في الدُّنيا بسبب المشاقَّة، ومَنْ شاقَّ فلا يقتصر (٢) على هذا، فإنَّ اللهَ شديدٌ عقابُه في الآخرة.

* * *

(١٤) - ﴿ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ﴾.

والخطابُ في قوله: ﴿ذَلِكُمْ﴾ للكفرة على طريقة الالتفات، وهو رفعٌ


(١) في (م) و (ك): "أحد".
(٢) في (ف): "ومن يشاق فلا يقتصرن".