للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿تَكُنْ فِتْنَةٌ﴾: تحصل فتنةٌ ﴿فِي الْأَرْضِ﴾ عظيمةٌ، هي ضعفُ الإسلام وقوَّةُ الكفر.

﴿وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ في الدِّين؛ لأن المسلمين ما لم يصيروا يدًا واحدة على الكفرة لم يقم الدِّين، وازداد الفساد وكبر.

وقرئ: (كثير) (١).

اكتفى بالتَّنكير في توصيف الفتنة بالكبير؛ للتَّنبيه على أنه لا يفي به التفسير.

* * *

(٧٤) - ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾.

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾ لمَّا قسم المؤمنين ثلاثةَ أقسام بيَّنَ أنَّ القسمَيْن الأوَّلَيْن المتواصلَيْن هم الكاملون في الإيمان، الذين حقَّقوا إيمانهم بتحصيل مقتضاه؛ من الهجرة والجهاد وبذل المال ونصرة الحق، وأثنى عليهم، ووعد لهم الموعد الكريم مخصوصًا بهم وبمن لحقهم، حيث قال:

﴿لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾؛ أي: مغفرة عظيمةٌ ونوعٌ من الرِّزق لا تَبِعةَ ولا مِنَّةَ فيه، والتَّخصيصُ مستفادٌ من تقديم الجار والمجرور.

والآية الأولى للأمر بالتَّواصل بينهم والموالاة، وهذه لبيان فضلهم، فلا تكرار.

* * *


(١) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٥٠).