للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يَعْمَلُونَ﴾: أحسنَ عملِهم، مصدر (١)، أو مفعول ثانٍ؛ أي: جزاء أحسنِ أعمالهم، أو أحسنَ جزاءِ أعمالهم (٢)، فيُلحق ما دونه به؛ شكرًا لسعيهم وتوفيرًا لأجرهم.

* * *

(١٢٢) - ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾.

﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً﴾ اللام لتأكيد النَّفي؛ أي: وما استقام لهم أن ينفروا جميعًا لنحوِ غزوٍ أو طلب علمٍ، كما لا يستقيم لهم أن يتثبَّطوا جميعًا؛ فإنَّه مخلٌّ بأمر المعاش، وهو تمهيدٌ لوجوب النَّفر في طلب العلم؛ لأنَّه فهم منه أنَّه لو أَمْكن نَفْرُ الكلِّ ولم يؤدِّ إلى مَفسدةٍ لوجب (٣)، وهذا لوجوب التَّفقُّه (٤) على كلِّ مسلمٍ؛ لقوله : "طلبُ العلم فريضةٌ على كلِّ مسلم" (٥).

﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ﴾؛ أي: فإذا لم يمكن (٦) نفرُ الكل لمنافاته المصلحة، فهلَّا نفرَ مِنْ كلِّ فرقة كثيرةٍ منهم كقبيلةٍ وأهلِ بلدةٍ طائفةٌ قليلة.

﴿لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾؛ أي:


(١) "مصدر" ليس في (ك)، و"عملهم" ليس في (ف) و (م).
(٢) "أو أحسن جزاء أعمالهم" زيادة من (ك)، و (م).
(٣) "لوجب" سقط من (ك).
(٤) في (ف) و (م) و (ك): "النفقة"، والصواب المثبت.
(٥) رواه ابن ماجه (٢٢٤)، وأبو يعلى في "مسنده" (٢٧٣٧)، من حديث أنس . قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص: ٤٤٠): ضعيف.
(٦) في (ف) و (م): "يكن".