للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٩٠) - ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾.

﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ﴾ حتى بلغوا الشطَّ حافظين لهم، وقرئ: ﴿جَوَّزْنا﴾ (١) وهو مِن فعَّلَ المرادفِ لفاعَلَ؛ كضعَّفَ وضاعَفَ.

﴿فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ﴾؛ أي: طلبُوا لحاقَهم، فقربوا منهم، وأمَّا الإدراكُ فلم يحصُل.

﴿بَغْيًا وَعَدْوًا﴾: باغين وعادِين، أو: للبغي والعَدْوِ.

﴿حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ﴾: الغَرَقُ بالفتحِ: القُرب من الهلاكِ بغمرةِ الماء، والغَرْق بتسكِينها: الهلاكُ فيها.

﴿قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ﴾: قرئ بالفتح على حذف الباءِ التي هي صلةُ الإيمانِ، وبالكسر على الاستئنافِ (٢) بدلًا مِن ﴿آمَنَتْ﴾ وتفسيرًا (٣) له.

﴿لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾: على الأول تكريرٌ للمعنى الواحدِ بعبارَتين مختلفتَين، وعلى الثاني بثلاث عباراتٍ شغفًا على القبولِ، لكنْ لمَّا لم يبقَ وقتُ التكليفِ لم يُقبَلْ، ولو بقِي وقته لكفَت مرةٌ واحدةٌ، وكان مؤمنًا ضرورةَ حصولِ التصديقِ القلبيِّ، ولم يكن مسلمًا؛ لأن الإسلامَ تسليمُ النفسِ إلى الله تعالى، فإذا آمَن في وقتٍ خرجَت نفسُه من يدِه لم يصِر مسلِّمًا نفسَهُ إليه


(١) انظر: "المختصر في شواذ القراءات": (ص: ٥٨).
(٢) قرأ حمزة والكسائي ﴿إنَّه﴾ بالكسر، والباقون بالفتح. انظر: " التيسير" (ص: ١٢٣).
(٣) في (ك): "وتعبيرا"، وفي (م): "وتغييرًا".