للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ المِلْك: تمامُ القُدرة.

وقُرِئ: ﴿مَلِكِ﴾ (١) مِن المُلك: وهو التَّسلُّطُ العامُّ والاستعلاءُ التَّامُّ، وهو أشدُّ مناسَبةً للهِ تعالى، والإضافةِ إلى ﴿يَوْمِ الدِّينِ﴾؛ فإنَّ مَدار الجزاءِ على الأعمال - مِن الثَّواب والعِقاب، وأخْذِ حقِّ الضعيفِ من القويِّ - على الاستعلاء والسَّلطَنةِ.

وإضافةُ المُلك والسَّلطنةِ إلى الوقت شائعٌ دونَ إضافة المِلك.

وقيلَ في ترجيح قراءة (مالِك): إنَّ فيه زيادةَ حرفٍ، وبه زيادةُ ثوابٍ؛ لقوله : "مَن قرأَ القرآنَ كُتِبَتْ له بكلِّ حرفٍ عشرُ حسناتٍ، ومُحيَت عنه عشرُ سيئاتٍ، ورُفعتْ له عشرُ درجاتٍ" (٢).

وإضافتُه إلى اليوم إضافةُ اسمِ الفاعلِ إلى الظَّرف المُجرى مُجرى المفعولِ اتِّساعاً، وإنَّما ساغَ وقوعُه صفةً للمعرفة لأنَّ إضافةَ اسم الفاعل إنَّما تكونُ غيرَ حقيقيَّةٍ إذا أُريدَ به الحالُ والاستقبال؛ لكونه في تقدير الانفِصال، والمرادُ هنا الزمانُ المستمرُّ أو الماضي؛ لقراءةِ (مَلَكَ) على الماضي (٣).

واليومُ: مدَّةُ كون الشَّمس فوقَ الأرض عُرفاً، وعبارتُه عن وقت استطارةِ الفجر الثَّاني إلى غروب الشَّمس شرْعاً، وهو الوقتُ المطلَقُ لغةً؛ ليلاً كان أو نهاراً، طويلاً كان أو قصيراً، وهو المراد في الآية لعدم الطُّلوع والغروبِ ثمَّة.


(١) قرأ عاصم والكسائي: ﴿مَالِكِ﴾، وباقي السبعة: ﴿ملك﴾. انظر: "التيسير في القراءات السبع" للداني (ص: ١٨).
(٢) رواه الطبراني في "الأوسط" (٤٩٢٠) من حديث عائشة .
(٣) نسبت لأنس بن مالك كما في "المختصر في شواذ القراءات" لابن خالويه (ص: ١)، ولغيره كما في "المحرر الوجيز" (١/ ٦٨).