للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: (بَطَلَ) على الفعلِ (١)، و: (باطلًا) (٢) على أنه مفعولُ ﴿يَعْمَلُونَ﴾، و (ما) إبهاميةٌ، أو في معنى المصدرِ كقوله:

ولا خارِجًا مِن فيَّ زُورُ كلامِ (٣)

* * *

(١٧) - ﴿أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ﴾.

﴿أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ برهانٌ من اللهِ تعالى على أن دينَ الإسلام حقٌّ وهو القرآنُ، (مَن) مبتدأٌ خبرُه محذوفٌ تقديرُه: أفمَن كان على بينةٍ من ربِه كمَن كان يريدُ الحياةَ الدنيا في المنزلةِ والرتبةِ؛ يعني: أن بين هؤلاءِ الكاملينَ المحقِّقينَ وبين أولئك الناقصينَ المقصِّرين بونًا بعيدًا وتفاوتًا عظيمًا، فالهمزةُ لإنكارِ المماثلة بينَهُما، والفاء لتفريعِ هذا الإنكارِ وترتيبِه على ما تقدَّمَ من بيانِ مساواةِ حالِ تلك الناقصِينَ، فهي متقدِّمةٌ معنًى، وإن أُخِّرَت عن الهمزةِ لفظًا لاقتضائها الصدارةَ في الكلامِ.


(١) نسبت ليحيى بن يعمر، انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٥٩).
(٢) نسبت لأبي وابن مسعود ، وإلى عاصم في غير المشهور عنه، انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٥٩)، و"المحتسب" (١/ ٣٢٠).
(٣) عجز بيت للفرزدق تقدم عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا﴾ [النساء: ٧٩]، وصدره:
على حلفة لا أشتم الدهر مسلمًا