للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَإِنْ كُنْتَ﴾ (إنْ) هي المخفَّفة من الثقيلة، واللام هي الفارقة.

﴿مِنْ قَبْلِهِ﴾ الضمير راجع إلى (ما أوحينا)، والمعنى: وإن الشأن كنتَ من قبل (١) إيحائنا إليك ﴿لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ عن هذه القصة، لم تخطر ببالك، وهو تعليل لكونه موحًى، كنى بالغفلة عن عدم العلم بالكلية إجلالًا لشأنه ، فإن في التصريح بكونه من الجاهلين ما لا يخفى، ومن الغافلين عمَّا في هذا الكلام من الاحترام مَن قال في تفسيره: أي: من الجاهلين.

* * *

(٤) - ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾.

﴿إِذْ قَالَ﴾ بدلٌ من ﴿أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ بدلَ الاشتمال على أنه مفعول، أو نصبٌ بإضمار اذكر.

﴿يُوسُفُ﴾ اسم عبراني؛ إذ لو كان عربيًّا لصُرف؛ لخلوِّه عن سببٍ آخر سوى التعريف.

وقرئ بفتح السين وكسرها (٢) على التلعُّب (٣) به، لا على أنه مضارعٌ بُني للمفعول أو الفاعل من أَسِفَ؛ لأن القراءة المشهورة شهدت بعَجميته (٤).


(١) في (م): "قبيل".
(٢) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٦٢)، و"الكشاف" (٢/ ٤٤١).
(٣) في (ف): "التقلب"، وفي (ك) و (م): "التلقب"، وكلاهما تصحيف. والمثبت من "تفسير البيضاوي" (٣/ ١٥٤)، و"تفسير أبي السعود" (٤/ ٢٥١). قال الشهاب في "الحاشية" (٥/ ١٥٣): (التلعب: كثرة التغيير فيه، شبِّه بالكرة ونحوها مما يُلعب به فتتداوله الأيدي، ولذا قالوا: أعجمي فالعب به ما شئتا).
(٤) في (ك): "بعجمته".