للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٤) - ﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾.

﴿وَفِي الْأَرْضِ﴾ عدَل عن الضمير إلى الظاهر لأن المتبادِر منه الظرفيةُ كما في قوله: ﴿جَعَلَ فِيهَا﴾ والمراد أن يكون في نفسها كون الجزء في الكل.

﴿قِطَعٌ﴾ و وفي بعض المصاحف: (قطعًا [متجاوراتٍ]) (١) على (٢): وجعل، وحينئذ يكون الاحتياج إلى وجه العدول أظهر.

﴿مُتَجَاوِرَاتٌ﴾: بقاع مختلفةٌ مع كونها متجاورةً متلاصقةً: طيبةً إلى سبخةٍ، وكريمةً إلى زهيدةٍ، ورخوةً إلى صلبةٍ، بعضها يصلح للزرع والضَّرع دون الشجر والثمار، وبعضها بالعكس، وذلك من الدلائل الناطقة بأنه القادر على ما يشاء من تخصيص كلِّ واحدة بخاصيَّةٍ تضادُّ ما للأخرى، مع اتحادها في الطبيعة الأرضية وما يلزمُها وَيعْرِض لها بتوسُّط ما يحدث من الأسباب السماوية من حيث إنها متضامَّة متشاركة في النسب (٣) والأوضاع.

وكذا الكرومُ والزروع والنخيل النابتة في قطعة واحدة من تلك القطاع مختلفةُ الأجناس والأنواع، متفاوتةُ الثمرات في ألوانها وأشكالها وطعومها وروائحها، متفاضلة فيها، وهي تسقى بماء واحدٍ (٤) في أرضٍ واحدة.


(١) انظر: "الكشاف" (٢/ ٥١٣) وما بين معكوفتين منه.
(٢) في (م): "عطفًا على"، والمثبت من باقي النسخ وهو الموافق لما في "الكشاف" (٢/ ٥١٣)، والمراد: (على تقدير).
(٣) في (ف): "السبب"، والمثبت من باقي النسخ وهو الموافق لما في "تفسير البيضاوي" (٣/ ١٨١).
(٤) "واحد" من (م).