للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(نفضّل) بالنون والياء على بنائين (١)، والبناءُ للفاعل ليطابق ﴿يُدَبِّرُ﴾ (٢).

وإنما خصَّ التفضيل (٣) في الأُكل بالذكر مع وجود (٤) التفاضُل في غيره لأنَّه غالبُ وجوه الانتفاع من الثمرات.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾: يستعملون عقولهم للتفكُّر، وفيه إشعارٌ بأن العاقل إذا لم يستعمل عقله لِمَا خلق له فكأنه لا يعقل.

* * *

(٥) - ﴿وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.

﴿وَإِنْ تَعْجَبْ﴾ يا محمد -أو: يا أيها السامع الموحِّد- من قولهم (٥) في إنكارهم للبعث ﴿فَعَجَبٌ﴾: فحقيقٌ بأنْ يُتعجَّب منه ﴿قَوْلُهُمْ﴾ وتقديم الخبر للتخصيص؛ أي: ما قولهم إلا عجب لا أعجبَ منه؛ لأن مَن قدر على إنشاء ما


(١) ذكر جميع هذه القراءات الزمخشري في "الكشاف" (٢/ ٥١٣)، و ﴿الْأُكُلِ﴾ بضم الكاف قراءة العشرة، و ﴿وَنُفَضِّلُ﴾ بالنون والبناء للفاعل، و ﴿يُفضِّل﴾ بالياء والبناء للفاعل، قراءتان سبعيتان، قرأ بالياء حمزة والكسائي وبالنون الباقون. انظر: "التيسير" (ص: ١٣١)، و"النشر" (٢/ ٢٩٧).
(٢) في النسخ: "يطابق ليدبر"، والمثبت من "تفسير البيضاوي" (٣/ ١٨١)، والمراد قراءة حمزة والكسائي ﴿ويفضل﴾ بالياء.
(٣) في (م) و (ك): "التفضل ".
(٤) في (ف): "وجود جودة".
(٥) "من قولهم" من (م).