للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ يدلُّ على فضلكم واستحقاقكم لهذه (١) المزيَّة، أو على صحَّة دعواكم، وقد جاءت رسلهم بالبيِّنات والحُجَج فلم يعتدُّوا بها مكابرةً وعنادًا، واقترحوا عليهم غيرها تعنُّتًا ولجاجًا.

* * *

(١١) - ﴿قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.

﴿قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾ تسليمٌ للمماثلة في البشريَّة.

﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ إثبات للمزيَّة بمحضِ الامتنان والعناية، لا لفضلٍ لهم يقتضي ذلك؛ تواضعًا منهم وهضمًا لأنفسهم، فلا دلالة فيه على عدم التفاوت بين أفراد البشر في الاستعداد والاستحقاق (٢) للرِّسالة، وقد دلَّ قولُه تعالى: ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ [الأنعام: ١٢٤] على التَّفاوت فيه، ولا إيجاب بحسَبه حتى ينافيَ الاختيار.

﴿وَمَا كَانَ﴾: وما (٣) صحَّ ﴿لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾: إلَّا بتيسيره؛ أي: ليس إلينا الإتيان بما اقترحتُموه، إنما هو أمرٌ متعلِّقٌ بمشيئة الله تعالى، فيَخص كلَّ نبيٍّ بنوعٍ من الآيات.

﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ تعميمٌ قصدوا به تخصيص أنفسهم على


(١) في (ف) و (م): "بهذه".
(٢) في (ف) و (ك): "أفراد البشر في الاستحقاق".
(٣) في (م) و (ك): "ما".