للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا﴾: هيَّأنا ﴿لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا﴾ هو ما يُمَدُّ فوقَ صحن الدَّار. ذكره الجوهري (١).

فارسيٌّ معرَّب، أصله: سَراطاق، لا سَرَايَرْدَه، كما تُوهَّم.

وما في حديث أبي سعيد الخدري على ما خرَّجه الترمذي - وقال فيه: حسن صحيح - من قوله : "لِسُرادق النَّار أربعُ جُدُرٍ … " (٢) يعضدُ ما ذكرنا، ويردُّ ما قيل: إنَّه الحجرة (٣) التي تكون حول الفسطاط، وما قيل: إنَّه الحائط.

﴿وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا﴾ من العطش.

﴿يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ﴾ أي: يؤتوا بماء كالمهل (٤)، وإنَّما قال: يُغاثوا على طريقة:

تحيَّة بينهم ضربٌ وجيعُ (٥)


(١) انظر: "الصحاح" (مادة: سردق).
(٢) رواه الترمذي (٢٥٨٤)، وقال: هذا حديث إنما نعرفه من حديث رشدين بن سعد، وفي رشدين مقال، وقد تكلم فيه من قبل حفظه. والمؤلف في نقل التصحيح عن الترمذي تابع في ذلك القرطبي في "تفسيره" (١٣/ ٢٦٢).
(٣) كذا في النسخ: "الحجرة"، ومثله في مطبوع "الكشاف" (٢/ ٧١٩)، وجاء في "تفسير البيضاوي" بهامش "حاشية الشهاب" (٦/ ٩٨)، و"فتوح الغيب" للطيبي (٩/ ٤٦٤)، و"روح المعاني" (١٥/ ٣٢١): (الحجزة) بالزاي، قال الشهاب: قوله (أي: البيضاوي): (الحجزة) بالزاي المعجمة، أي: ما يحجز ويمنع من الوصول إليه من خندق ونحوه، أو بالمهملة؛ أي: الحظيرة التي تجعل حوله.
(٤) "أي: يؤتوا بماء كالمهل" زيادة من (م).
(٥) عجز بيت لعمرو بن معدي كرب. انظر: "الكتاب" (٣/ ٥٠)، و"النوادر" لأبي زيد (ص: ١٥٠)، و"الخزانة" (٩/ ٢٦٥)، وقال البغدادي: ولم أره في شعره. وصدره:
وخيلٍ قد دَلَفْتُ لها بخيلٍ