للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تهكُّماً.

والمُهْلُ: هو ماءٌ غليظٌ كدُرْديِّ الزَّيت (١). ذكره ابن عباس (٢)، ويوافقه ما في حديث التِّرمذي عن النَّبيِّ أنَّه قال: "كعَكَرِ الزَّيْتِ" (٣).

﴿يَشْوِي الْوُجُوهَ﴾: من فَرْط حرارته إذا قُدِّمَ ليُشرَب، وهو صفة ثانية لـ (ماءٍ)، أو حال منه؛ لأنَّه قد وُصِفَ فحَسُن مجيء الحال منه، أو من (المهل)، أو الضميرِ في الكاف.

﴿بِئْسَ الشَّرَابُ﴾ المخصوصُ بالذَّمِّ محذوف تقديره: بِئْسَ الشَّرَابُ هو؛ أي: الماء الذي يغاثون به.

﴿وَسَاءَتْ﴾ النَّارُ ﴿مُرْتَفَقًا﴾: متَّكأً، وأصله: الاتِّكاء على المرفق، وهذا لمشاكلة قوله: ﴿وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا﴾، وإلَّا فلا ارتفاق لأهل النَّار ولا اتِّكاء، إلَّا أن يكون كنايةً عن عدم النُّوم، كما في قوله:

نام الخليُّ وبِتُّ اللَّيل مرتفِقاً (٤)


(١) دردي الزيت: عكره وما يستقر منه في قعر الإناء. انظر: "حاشية الشهاب" (٦/ ٩٨).
(٢) رواه هناد بن السري في "الزهد" (٢٨٣)، والطبري في "تفسيره" (١٥/ ٢٤٩).
(٣) رواه الترمذي (٢٥٨١) و (٢٥٨٤) من حديث أبي سعيد الخدري ، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد، ورشدين قد تكلِّم فيه. وقد تقدمت قطعة منه قريباً.
(٤) صدر بيت لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في "ديوان الهذليين" (١/ ١٠٤)، و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة (١/ ٤٠٠)، و"تفسير الطبري" (١٥/ ٢٥٣)، و"الكشاف" (٢/ ٦١٩)، ورواية الديوان: "مشتجراً". وعجزه:
كأنَّ عَيْنِيَ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوحٌ
الخلي: الذي لا هم له، والصاب: شجرة مرة لها لبن يحرق العين إذا أصابها، والمذبوح: المشقوق.