للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا﴾ الحُقُبُ: الدَّهر، وقيل: ثمانون سنة، وقيل: تسعون؛ أي: أسير زمانًا طويلًا، والمعنى: حتى بلوغ المجمع ومُضيِّ الحُقب.

روي في "الصحيحين": أنَّ موسى قام خطيبًا في بني إسرائيل، فسئل: أيُّ النَّاس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب اللهُ عليه إذ لم يردَّ العلم إليه، فأوحى إليه: إن لي عبدًا بمجمع البحرين هو أعلم منك. فقال موسى: يا ربِّ، وكيف لي به؟ قال: تأخذ معك حوتًا فتجعله في مِكْتَلٍ، فحيثما فقَدْتَ الحوت فهو ثَمَّ، فأخذ حوتًا فجعله في مكتل ثمَّ انطلق، وانطلق معه فتاه يوشَعُ بنُ نونٍ، حتى إذا أتيا الصَّخرة وضعا رؤوسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه، فسقط في البحر (١).

قيل: اضطراب الحوتِ كان بعد ما استيقظَ يوشع ، وتوضَّأ من عين الحياة، فانتضح الماء عليه، فعاش ووثب في الماء (٢).

* * *

(٦١) - ﴿فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا﴾.

﴿فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا﴾؛ أي: مجمع البحرين، و (بين): ظرف أضيف إليه على الإتباع.

﴿نَسِيَا حُوتَهُمَا﴾ [أي: نسيا] تفقُّدَ أمره وما يكون منه [مما جعل] أمارةً على الظَّفر بالمطلوب (٣).


(١) رواه بنحوه البخاري (١٢٢)، ومسلم (٢٣٨٠)، من حديث أبي بن كعب .
(٢) ورد نحو هذا ضمن رواية البخاري (٤٧٢٧)، وهي زيادة أنكرها الداودي كما في "فتح الباري" (٨/ ٤١٥)، وانظر كلامه ثمة.
(٣) انظر: "الكشاف" (٢/ ٧٣٢)، وما بين معكوفتين منه.