للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً﴾ وقرئ: ﴿زَكِيَّةً﴾ (١).

قال الكسائي: هما لغتان، مثل ﴿قَاسِيَةً﴾ و ﴿قسيَّة﴾ (٢) ﴿المائدة: ١٣].

وقال أبو عمرو: الزَّاكية التي لم تذنب قطّ، والزَّكيَّة: التي أذنبت وتابت. ولذلك اختار الأولى (٣).

وهذا على ما قاله الجمهور: أنه كان صغيرًا غيرَ بالغ.

وقال الحسن والكلبي: كان بالغًا يقطع الطَّريق، ويعضده:

﴿بِغَيْرِ نَفْسٍ﴾؛ أي: من غير أن قتلَتْ نفسًا، يفهم منه أنه لو كان مِن (٤) قَتْلِ نفسٍ لم يكن به بأس، والظَّاهر منه كبر الغلام لأنَّ الصَّغير لا يُقاد، ولا تنبيه فيه على أنَّ القتل لا يُباح إلَّا حدًّا أو قصاصًا، كيف ولا صحَّة للحصر على ما نبَّهْتُ عليه في تفسير سورة الأنعام.

﴿لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا﴾: منكرًا، وقرئ بضمَّتين (٥).

اختلفوا أيَّما أبلغ ﴿إِمْرًا﴾ أو ﴿نُكْرًا﴾، فقيل: هنا القتل واقع وهناك مترقَّب فـ ﴿نُكْرًا﴾ أبلغ.

وقيل: هذا [قتلُ واحدٍ وهناك، إهلاكُ جماعة فـ ﴿إِمْرًا﴾ أبلغ.


(١) في (ك) و (م): "زاكية، وقرئ: زكية". وقرأ الكوفيون وابن عامر بتشديد الياء من غير ألف، وباقي السبعة بالألف وتخفيف الياء. انظر: "التيسير" (ص: ١٤٤).
(٢) قرأ حمزة والكسائي بتشديد الياء من غير ألف، وباقي السبعة بالألف وتخفيف الياء. انظر: "التيسير" (ص: ٩٩).
(٣) انظر: "حجة القراءات" لأبي زرعة (ص: ٤٢٤).
(٤) في "المحرر الوجيز" (٣/ ٥٣٢) والكلام منه: (عن).
(٥) قرأ بها نافع وأبو بكر وابن ذكوان. انظر: "التيسير" (ص: ١٤٤).