للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال ابن عطيَّة: وعندي أنَّ ﴿إِمْرًا﴾ أفظع وأهول من حيث هو متوقَّعٌ عظيمٌ، و ﴿نُكْرًا﴾ أبينُ (١) في الفساد؛ لأن مكروهه قد وقع (٢).

ومَن غفل عن هذا قال: ولعلَّ تغيير النَّظم بأنْ جُعل خرقُها واعتراضُ موسى مستأنفًا، وفي الثَّانية جُعل قتله من جملة الشَّرط واعتراضُه جزاءٌ؛ لأنَّ القتل أقبح، والاعتراضَ عليه أَدْخَلُ، فكان جديرًا بأنْ يُجعل عمدة الكلام (٣). فالوجه في التَّغيير ما قد عرفتَه من أن تعقيب القتل للِّقاء دون الخرق للركوب اقتضى ذلك.

* * *

(٧٥) - ﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾.

﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾ في زيادة ﴿لَكَ﴾ مشافهةٌ بالعتاب زجرًا وإغلاظٌ ليس في الأوَّل؛ لأنَّ مُواقعةَ التَّساؤل في ثانيهِ بعد التَّقدُّم إلى ترك السُّؤال واعتذارٍ بالنِّسيان أقطع وأفظع في مخالفة ما كان أَخذ على نفسه من الصَّبر وعدم العصيان.

* * *

(٧٦) - ﴿سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴾.

﴿سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا﴾: بعد هذه المرَّة، أو هذه المسألة.


(١) في (ف): "بين ".
(٢) انظر: "المحرر الوجيز" (٣/ ٥٣٢)، وما بين معكوفتين منه.
(٣) انظر: "تفسير البيضاوي" (٣/ ٢٨٩).