للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَلَا تُصَاحِبْنِي﴾ وإن طلبت صحبتك، وقرئ: (فلا تُصْحِبْنِي) (١)، قال الكسائي: فلا تتركني أصحبك (٢).

﴿قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴾؛ أي: بلغْتَ مِن قِبَلي مبلغًا تُعذَر به في ترك مصاحبتي.

وعن رسول الله : "رحم الله أخي موسى استحيى فقال ذلك، ولو لبث (٣) مع صاحبه لأبصر أعجب الأعاجيب " (٤).

وقرئ: ﴿لَدُنِّي﴾ بتخفيف النون وضم الدال، وبالتخفيف والسكون وفتح اللَّام، وبضمِّ اللَّام وسكون الدَّال (٥).


(١) نسبت للجحدري والنخعي. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٨١).
(٢) انظر: "النكت والعيون" (٣/ ٣٣٠)، و"تفسير القرطبي" (١٣/ ٣٣٣).
(٣) في (م): "ثبت".
(٤) انظر: "الكشاف" (٢/ ٧٣٦ - ٧٣٧)، ورواه أبو داود (٣٩٨٤)، والنسائي في "الكبرى" (١١٢٤٨)، من حديث أبي بن كعب ، وورد نحوه من حديث أبيٍّ المتقدم عند البخاري (١٢٢)، ومسلم (٢٣٨٠)، ولفظ مسلم: "رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنه عجَّل لرأى العجب، ولكنَّه أخذته من صاحبه ذمامة، ﴿قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴾ [الكهف: ٧٦]، ولو صبر لرأى العجب ".
(٥) قرأ نافع بضم الدال وتخفيف النون، وأبو بكر بإسكان الدال وإشمامها الضم وتخفيف النون، والباقون بضم الدال وتشديد النون. انظر: "التيسير" (ص: ١٤٥). وقال أبو بكر بن مجاهد: (وروى أبو عبيد عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصِم في كتاب القراءات: (لُدْني) بضم اللَّام وتسكين الدَّال وهو غلط). فقال أبو علي الفارسي: (يشبه أن يكون التغليط من أبي بكر أحمد في وجه الرواية، فأما من جهة اللغة ومقاييسها فهو صحيح). وذكرها الأزهري وقال: (هي لغة لبعض العرب، كان الضمة في الدال، فنقلت إلى اللام). انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٩٦)، و"معاني القراءات" للأزهري (٢/ ١١٧)، و"الحجة" للفارسي (٥/ ١٦٢).