للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ﴾ افْتَعَل من تَخِذَ، كاتَّبع من تَبِع، وليس من الأخذ عند البصريين، وقرئ: ﴿لَاتَّخَذْتَ﴾ (١)؛ أي: لأخذْتَ، واختلفوا في إظهار الذَّال وإدغامها (٢).

﴿عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ كانت الحالُ حالَ اضطرار وافتقار إلى المَطعم، وقد أَلزمتهما (٣) الحاجة إلى آخر كسب المرء، وهو المسألة، فلم يجدا مواسيًا، فلمَّا أقام الجدار لم يتمالك موسى لِمَا رأى مِنَ الحِرْمان ومساس الحاجة أن قال ذلك، وبما قرَّرناه تبيَّن وجه تقديم استطعامهما عن أهل القرية وإبائهم (٤) التضييف.

* * *

(٧٨) - ﴿قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴾.

﴿قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ﴾؛ أي: هذا الاعتراضُ الأخير سببُ فراقنا بحكم ما شرطْتَ على نفسك.

وإضافة الفراق إلى البَيْن إضافةُ المصدر إلى الظَّرف على الاتِّساع، وقرئ على الأصل (٥).


(١) قرأ بها ابن كثير وأبو عمرو. انظر: "التيسير" (ص: ١٤٥).
(٢) أظهرها ابن كثير وحفص، وأدغمها باقي السبعة. انظر: "التيسير" (ص: ٤٤).
(٣) في (ف): "لزمتهما"، وفي (ك) و (م): "لزمتها". والصواب المثبت.
(٤) زاد في (ك): "عن".
(٥) أي: (فراقٌ بيني وبينَك)، ونسبت لابن أبي عبلة. انظر: "الكشاف" (٢/ ٧٤٠)، و"زاد المسير" (٥/ ١٧٨)، و"البحر المحيط" (١٤/ ٣٤٢).