للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿قَالَ كَذَلِكِ﴾: الأمرُ كذلك من خلق غلامٍ منكِ بغير أبٍ ﴿قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾؛ أي: إعطاء الولد بلا أبٍ عليَّ سهلٌ.

﴿وَلِنَجْعَلَهُ﴾ تعليلٌ معلَّلُه محذوف، أي: وفعلنا ذلك لنجعله ﴿آيَةً لِلنَّاسِ﴾: علامةً لهم وبرهانًا على كمال قدرتنا ﴿وَرَحْمَةً مِنَّا﴾ على العباد يهتدون بإرشاده.

﴿وَكَانَ﴾ خلقه ﴿أَمْرًا مَقْضِيًّا﴾ تَعلَّق به قضاءُ الله تعالى في الأزل.

فلما اطمأنَّت إلى قوله، دنا منها فنفخ في جَيْبِ درعها، فوصلت النفخة إلى بطنها.

* * *

(٢٢) - ﴿فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا﴾.

﴿فَحَمَلَتْهُ﴾؛ أي: الموهوبَ (١) ﴿فَانْتَبَذَتْ بِهِ﴾؛ أي: فاعتزلت وهو في بطنها، والجارُّ والمجرور في موضع الحال ﴿مَكَانًا قَصِيًّا﴾ بعيدًا من أهلها.

* * *

(٢٣) - ﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا﴾.

﴿فَأَجَاءَهَا﴾ جاء بها، ذكره الجوهريُّ (٢).

وقيل: ألجأها، وهو منقول من جاء، إلا أن استعماله قد تغيَّر بعد النقل إلى معنى الإلجاء، ونظيره: آتى، حيث لم يستعمل إلا في معنى الإعطاء.


(١) في (م): "فحملته كالموهوب".
(٢) انظر: "الصحاح" (مادة: جيأ)، وفيه: وأجأته؛ أي: جئت به.