﴿وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا﴾ ثناءً حسنًا، وهو الصلوات على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في الصلوات إلى قيام الساعة؛ استجابةً لدعوته: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ [الشعراء: ٨٤] عبَّر باللسان عمَّا يوجد به، كما عبَّر باليد عمَّا يُعطى بها، وهو العطية، ووصفه بالصدق؛ لأنَّه ثناءٌ حسنٌ لا كذب فيه.
﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا﴾ قرئ بالفتح؛ أي: أخلصه الله واصطفاه، وبالكسر، أي: أَخلَص العبادةَ لله (١)، فهو مُخلَص بما له من السعادة بأصل الفطرة، ومُخلِص فيما عليه من العبادة بصدق الهمَّة.
﴿وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾ أرسله اللهُ إلى الخَلْق فأَنبأَهم عنه، ولذلك قدَّم ﴿رَسُولًا﴾ مع أنه أخصُّ وأعلى.
﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ﴾ وهو جبلٌ بين مصرَ ومَدْيَن.
﴿الْأَيْمَنِ﴾: من ناحيته اليمنى، من اليمين، والمعنى: أنه حين أقبل من مَديَنَ يريد مصرَ، نُودي من الشجرة وكانت في جانب الجبل على يمين موسى ﵇، بأنْ تَمثّل له الكلام من تلك الجهة.