﴿وَأَدْعُو رَبِّي﴾: وأعبدُه وحده، ثم قال تواضعًا وهضمًا للنفس وتنبيهًا على أن الإجابة والإثابة تفضُّل غير واجب، وأن مِلاك الأمر خاتمتُه وهو (١) غيب، وتعريضًا لشقاوتهم بدعاء آلهتهم:
﴿فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ بالهجرة إلى الشام ﴿وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ﴾ ولدًا ﴿وَيَعْقُوبَ﴾ نافلةً.
أول ما وُهب له إسماعيل ﵇، على ما مرَّ في تفسير قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ﴾ [إبراهيم: ٣٩] وإنما خُصَّ إسحاق بالذِّكر؛ لأنَّه شجرة الأنبياء ﵈، أو لأنَّه أراد أن يَذكر إسماعيلَ بفضله على الانفراد.
﴿وَكُلًّا﴾ " أي: كلَّ واحد منهما ﴿جَعَلْنَا نَبِيًّا﴾؛ أي: لمَّا ترك الكفارَ الفجَّار لوجهه عوَّضه أولادًا أبرارًا.