﴿قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ﴾ سلام توديع ومتاركة، ومقابلةٍ للسيئة بالحسنة؛ أي: لا أصيبك بمكروه ولا أقول لك بعضَ ما يؤذيك، ولكن:
﴿سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي﴾ وَعَده بطلب المغفرة له من الله تعالى.
قيل: لعلَّه يوفِّقك للتوبة (١) والإيمان، فإن حقيقة الاستغفار للكافر: استدعاءُ التوفيق لما يوجب الغفران وهو الإيمان.
وَيرِدُ عليه: أنه لو كان كذلك لما كان وعدُه هذا مستثنًى عن القدوة الحسنة بقوله تعالى: ﴿إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ﴾ [الممتحنة: ٤].
﴿إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا﴾ بليغًا في البِرِّ واللُّطف.