للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا﴾ بنقصٍ من ثوابه الموعود، أو زيادةٍ في عذابه المعهود، ويجوز أن يكون معناه: شيئاً من الظُّلم.

﴿وَإِنْ كَانَ﴾ أي: ما يُفعَل به مِنَ النَّقص والزِّيادة أو الظُّلم ﴿مِثْقَالَ﴾ مقدارَ ﴿حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ﴾ وقرئ: ﴿مِثْقَالَ﴾ بالرَّفع (١) على (كان) التَّامة.

وتأنيثُ ضمير المثقال في: ﴿أَتَيْنَا بِهَا﴾ لإضافته إلى الحبَّة، كقولهم: ذهبتْ بعضُ أصابعه.

أي: أحضرناها، وقرئ: (آتينا) (٢)، بمعنى: جازينا بها، من الإيتاء، فإنَّه بمعنى الإعطاء (٣)، أو من المؤاتاة، فإنهم أتوه بالأعمال وأتاهم بالجزاء.

﴿وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ إذ لا مزيد على علمنا وعدلنا.

* * *

(٤٨ - ٤٩) - ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (٤٨) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ﴾.

﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا﴾ هذه الثَّلاثة هي التَّوراة؛ فهي فرقانٌ بينَ الحقِّ والباطل، وضياءٌ يُستضاءُ به ويُتوصَّل به إلى سبيل النَّجاة في ظلمات الحيرة والجهالة، وذِكْرٌ؛ أي: شرفٌ، أو وَعْظٌ وتنبيهٌ، أو ذِكْرُ ما يحتاج إليه النَّاس في مصالح دارهم.


(١) قرأ بها نافع. انظر: "التيسير" (ص: ١٥٥).
(٢) نسبت لابن عباس ومجاهد. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩١).
(٣) في هامش (ف): "لا قريب منه كما توهم. منه".